رواية نهاية فتاة

رواية نهاية فتاة

رواية نهاية فتاة 131076184.jpg

في عالم الحزن والقهر والالام كانت هناك فتاة لطيفة في احشاء ام يائسة
كانت الفتاة
تتألم من ذاك الظلام والضيق في تلك الاحشاء لكن كانت دوما تنتظر يوما تخرج فيه من ذاك الظلام
الى حياة ملأها النور والسعادة ولم تكن تعلم ان ليل الحياة أظلم وأحلك من ظلام تلك
الاحشاء في بطن أمها
فقد كانت عاشقة لسلم والسلام ولم يعرف قلبها الحقد والكراهية وضنت ان كل البشر
اصفياء اوفياء مثلها ولم تعي ان الحياة اقسى من الحجر
وجاء اليوم الموعود وخرجت من تلك الاحشاء وعلى غير العادة
فالبنت تستقبل الحياة ببتسامة مشرقة

رواية نهاية فتاة images?q=tbn:ANd9GcRjO-FVdQ6ahnxoovIPZ1zFfCE0ukSIpiupe1IYtuflWcoTzfnVmw بدل البكاء والصراخ وأسرتها
مهللة فرحت بقدومها أقدمت الفتاة على الحياة بأمل في السعادة
ولكن كأن السعادة سلكت طريق غير طريقها وابت ان تكون من نصيبها
كبرت الفتاة يوم بعد يوم وفي كل يوم يوم تتمنى
ان تموت قبل حلول اليوم الاخر
فقد خاب ضنها في الحياة منذ نشئتها لم تعرف
الفتاة من طفولتها سوا الظلم والعنف
الذي كان يمارس ضد جسدها الناعم من طرف والديها واخواتها ولم ترسخ
في مخيلتها سوا صراخ والديها وهما يتشاجران وكأن كل هذا قليل على قلب تلك المسكينة ففوق هذا زادها ألم اخوها حسرانا فقد كان ابن عاق لوالديه يشتمهما ويتجبر عليهما
وسؤه لم يقتصر على عائلته فحسب بل حتى على اصحابه وجيرانه
فهو في كل يوم يتعارك ويتخاصم مع رفاقه فاليوم مزق بطن هذا وبالامس افقع عين ذاك وغدا يشق رأس الاخر كان
الجاني الابن العاق اما الضحية فالفتاة الصغيرة فتاة تعرضت للخطف

تعرضت لضرب للاعتداء من طرف الاعداء جراء حمقات اخيها

رواية نهاية فتاة img_iraqni1374236363_240.jpg

فتاة تدفع ثمن ذنوب لم ترتكبها وتعاقب على اخطاء غيرها وهي لاتزال في مرحلة الطفولة بعمر الازهار لم تكن تتحمل كل هذا الألم ولكن ماذا عساها ان تفعل ؟ فقد كانت تارت
تقف جامدة امام ما يحدث امامها وتارت تغلق اذنيها لتصد الصراخ لعلها تبتعد عن جو تلك الاسرة المرير
وتارت اخرى تخفي جسدها تحت سريرها

رواية نهاية فتاة images?q=tbn:ANd9GcRYWjGDps3RxAzdr7N2JjqZoMXAJM5ig3hKRAQpvG4vUMzMpsz3_Q وتستمر حياة الفتاة ويكبر همها معها فالحزن كان صديق
وفي لها فما تركها ولا خانها بل كان ومازال يلازمها كيف لا وهو الصديق الوفي
دخلت الفتاة الى المدرسة لتتعلم وتدرس
كانت فتاة مجتهدة وعلاماتها جيدة ولكن
حظها العاثر حول نعيمها الى نقمة فقد كان نجاحها مدعاة للحقد والبغض
من طرف زميلاتها في المدرسة فزادت غيرتهن
وحقدهن عليها وزاد بزيادتهما الحزن والاألم
ولكنها لم تسلم من اذاهن من كلام جارح وسخرية واستهزاء فلطالما كان اسمها المتداول بينهم بالمتشردة وتارت الفقيرة الحمقاء

رواية نهاية فتاة sad_girl_bw.jpg

ولم تواجه المسكينة كل هذا سوا بدموعها ودعائها الصادق لهم بالمغفرة والهداية ولكن كل هذا الألم لم يقف في طريق نجاحها فقد كبرت وانتقلت الى المدرسة العليا وكانت شابة
بالغة جميلة تبهر كل من يراها وهنا زاد ألمها وسودت
حياتها اكثر من اي وقت اخر فقد تحولت طيبة اختها الى حقد شديد كيف
لا وهي الفتاة الجاهلة حسنة المنظر واختها ملاك على الارض من جمال خلق وخلق فأصبحت تعامل المسكينة بقسوة شديدة وجفاء ثم ما لبثت حتى مرضت مرضا شديدا وكأن الله انتقم منها جراء اعمالها مع اختها
المسكينة التي لم تعرف الكراهية سبيل الى قلبها

كانت الفتاة تتألم لما يحذث مع اختها وتدعو لها بالشفاء بينما الاخت الحقودة تصرخ وتنادي طالبت العون من ابويها داعية ان الفتاة تهينها وتصخر بمرضها
وتتحمل الفتاة هذا الظلم بصمت
فتسمع من الكلام الجارح من ابويها
مالم تسمعه من أعدائها
وتصبر الفتاة وتتحمل كل هذا بصمت ولكن للاسف فقد نجحت اختها في جعل والديها يكرهون تلك الفتاة البريئة التي لاذنب لها سوا طيبة قلبها وجمال منظرها ورفعة خلقها
وتستمر المعاناة والمأساة فهذه
الجوهرة الندية لم تسلم من الذئاب البشرية
فالكل يتربص بها ومن خوف المسكينة على نفسها وشرف عائلتها اخبرت
والدها طالبة منه الحماية لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
ففي البداية هجم عليها ضاربا
وشاتما بعتبارها فتاة سيئة ثم لبث مليا
وفكر في شيء يخرجه من فقره المدقع ولم يجد سوا البريئة
ضحية له فقد قدمها بيديه الى الذئاب مقابل المال ورضى
ان تكون ابنته خادمة لشهوات ونزوات تلك الكائنات الحقيرة وكانت هذه اكبر صعقة تتعرض
لها الفتاة ذاقت بها الدنيا فلا
مؤنس ولا معين واين المفر ؟ لكن كرامتها وكبريائها منعها من ذلك وابت ان تكون تلك الذليلة فهربت فارت من الكفر الى رضى الرحمن
بل فضلت الموت على القيام بالرذائل ولما علم الاب انه لا سبيل لاقناع ابنته بذلك سواء بلطف او ارغاما تركها ونزل عند رغبتها بشرط ان تعطه المال كل يوم كانت في الصباح تذهب لي تدرس



وفي الظهيرة تتعب وتشتغل في بيوت الناس وفي الليل تأتي
بالمال لوالدها فيخرج ويشتري به خمرا فيسكر حتى يثمل ثم يعود الى البيت ويباشر بضربها
تبكي المسكينة وتتأوه الما ثم تتوسد وسادتها وتنام متمنية
الا تستيقظ ابدا وخائفة ان تصحو على كابوس اخر

رواية نهاية فتاة images?q=tbn:ANd9GcSkjnQYKnr9zbmx6_YH3BWY7ZsEmVqtBvQQY20qaeY-SDnHTlLmDw


رواية نهاية فتاة almstba.com_13269516303.jpg

وتستمر الحياة والبنت علة هذه الحالة
وعلى هذا الحزن الغير منتهي
وذات يوم وهي غارقة في دموعها
رواية نهاية فتاة smile-1.jpgترائء لها منظر سفينة الامل وهي تدنو منها
ثم مر نور ضئيل الى تلك الغرفة الكئيبة
ابتسمت الفتاة وادركت انذاك ان المأساة ستنتهي وما لبثت حتى سقط جسدها في الاعماق المظلمة وحلقت روحها الى اعتاب السماء ولم تبقى سوى ذكرياتها الكئيبة المزينة
بدموعواهاتها وانينها صدى مترنم في ذاك المكان
وسافرت الى عالم السلام والامان ابيت الا ان تكون جوهرة في جنان العدنان




رواية نهاية فتاة 5k204025.jpg
النهاية